الانتخابات الأمريكية: لماذا غابت المرأة عن منصب الرئاسة في الولايات المتحدة؟

الانتخابات الأمريكية: لماذا غابت المرأة عن منصب الرئاسة في الولايات المتحدة؟
Thu, 24 Oct 2024 22:57:33 GMT
bbc news arabic header storypage
إحدى لجان التصويت في ولاية فلوريدا الأمريكية
Getty Images

لم تشهد الولايات المتحدة الأمريكية طوال تاريخها تولي امرأة منصب الرئاسة من قبل، إذ سبق أن خسرت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون أمام الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب في المحاولة النسائية الأولى بانتخابات 2016 رغم أنها كانت الأقرب للفوز.

ومع اقتراب المواجهة الانتخابية بين هاريس وترامب في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني، تبرز حقيقة أن طريق المرأة إلى أعلى منصب في البلاد كان ولا يزال مليئا بالصعاب والعقبات.

وعلى مدار 59 ولاية رئاسية تعاقب خلالها 46 رئيسا على حكم الولايات المتحدة الأمريكية لم تتمكن امرأة واحدة من الوصول إلى سدة الحكم.

ويرى خبراء أن حقيقة عدم وصول امرأة من قبل إلى الرئاسة اختبار حقيقي ومعقد للديمقراطية الأمريكية يظهر في كل مرة تقترب فيها مرشحة من هذا المنصب ويعيد هذا النقاش القديم الجديد إلى الواجهة.

هل أمريكا مستعدة لتولي امرأة من أصول عرقية سوداء السلطة؟

وفي خضم هذا النقاش قالت هاريس، ثاني امرأة أمريكية تترشح لمنصب الرئاسة، إنها ليست قلقة من تأثير التمييز على أساس الجنس على انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، مشيرة إلى أنها تعتقد أن الولايات المتحدة باتت مستعدة لرئيسة سوداء في البيت الأبيض.

وأضافت هاريس في مقابلة مع محطة إن بي سي الأمريكية: "احضروا فعالياتي الانتخابية، وسترون أن هناك رجالا أكثر من النساء. تجربتي توضح أنه بغض النظر عن الجنس، الناس يريدون رئيسا يخطط لخفض كلفة المعيشة، ورئيسا يخطط لتأمين أمريكا".

وتابعت: "أعتقد أن جزءا مما هو مهم في هذه الانتخابات، ليس فقط قلب الصفحة، ولكن إغلاق الصفحة، وهذا الفصل، من حقبة تشير إلى أن أميركا منقسمة".

كان ترامب شكك في الهوية العرقية لكامالا هاريس خلال مناقشة حادة في لقاء للصحفيين السود في شيكاغو شهر أغسطس/ آب الماضي.

وادعى ترامب أن هاريس لم تؤكد إلا على تراثها الآسيوي الأمريكي حتى وقت قريب عندما زعم أنها أصبحت امرأة سوداء.

وتهكّم ترامب قائلا "لم أكن أعرف أنها سوداء حتى قبل سنوات عدة عندما حدث أنها أصبحت سوداء".

وأضاف "أنا أحترم الفئتين، لكن من الواضح أنها لا تفعل ذلك، لأنها كانت هندية طوال الوقت ثم فجأة قامت بالالتفاف وأصبحت سوداء"، وهو ما أثار موجة من الاستياء لدى الصحفيين والجمهور الذي حضر اللقاء.

وترى زينب السويج، المديرة التنفيذية لمنظمة المؤتمر الإسلامي الأمريكي المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان والأقليات،أن المرأة الأمريكية لديها محاولات سابقة للترشح للرئاسة لكنها لم تفز بسبب سيطرة المجتمع الذكوري على رئاسة الحزبين الجمهوري والديمقراطي.

كما ترى السويج، في تصريحات لفريق نقطة حوار في واشنطن، "أن المجتمع الأمريكي لم يكن مستعدا لأن تحكمه امرأة وأن فرص كامالا هاريس في الفوز كبيرة".

وأوضحت السويج أيضا "أن هناك تمييزا جنسيا ضد النساء من كثير من أفراد المجتمع الأمريكي الذين يعتقدون أن المرأة ليست كفؤا لهذا المنصب".

وإذا انتُخبت في نوفمبر/ تشرين الثاني، ستصبح كامالا هاريس أول امرأة تتولى رئاسة الولايات المتحدة في التاريخ الأمريكي، وثاني شخص غير أبيض ينتخب لهذا المنصب، بعد باراك أوباما (2009 – 2017).

نظام الانتخاب

في انتخابات عام 2016 تفوّق عدد الأمريكيين الذين صوتوا لامرأة على أولئك الذين صوتوا لرجل بفارق كبير، إذ تجاوز الرقم 2.8 مليون صوت.

لكن المرشحة الديمقراطية آنذاك هيلاري كلينتون خسرت أمام دونالد ترامب بسبب نظام الانتخابات الأمريكية الخاص الذي يعتمد على أصوات المجمع الانتخابي حسب الولايات.

ويرى خبراء أن حقيقة عدم انتخاب امرأة من قبل في التاريخ الأمريكي لا تعكس عدم وجود دعم شعبي عام للمرشحات النساء، لكن هذه الفئة تواجه صعوبة تجاوز النظام الانتخابي المعقد الذي يفرض أن يحظى المرشح الفائز بأصوات أغلب أعضاء المجمع الانتخابي.

كما يرون أن النساء يحققن عموما أداء أفضل في الانتخابات عندما يمثلن جزءا من قائمة مرشحين أو في الأنظمة التي تتميز بالتمثيل النسبي، على عكس الانتخابات الرئاسية التي تشهد تمييزا ضد النساء والأقليات وفقا لأصحاب هذا الرأي.

في المقابل وعلى الرغم من أن العديد من الأمريكيين يعتقدون أن المرأة تستحق القدر نفسه من القيادة مثل الرجل، فإن التحيز على أساس نوع الجنس لا يزال قائماً في بعض قطاعات المجتمع الأمريكي ، مما يجعل من الصعب على المرأة الوصول إلى أعلى منصب في البلاد.

وتشير بعض الدراسات الجامعية إلى أن الصور النمطية عن المرأة يمكن أن تضر بفرصها في انتخابها رئيسة، كما أن هناك نوعا آخر من التحيز قد يكون له دور وهو ما يسمى "بالتحيز العملي"، أو "التحيز النفعي"، والذي يحدث عندما لا يصوت الأشخاص لصالح مرشحة ما يفضلونها خوفا من صعوبة أو استحالة فوزها، فقط لأنهم يعتقدون أن الآخرين لن يدعموها.

وبطبيعة الحال، قد تحاول بعض وسائل الإعلام ومحللون سياسيون ستغلال تحيزات الناس وإقناعهم بعدم التصويت لصالح امرأة، وهو أمر من الصعب على الناخب العادي أن يتجاهله.

تمثيل المرأة في الكونغرس

تشير الأرقام إلى أن أكثر من نصف الرؤساء الذين حكموا الولايات المتحدة خدموا قبل ذلك في إحدى غرفتي الكونغرس أو كلتيهما، لكن تمثيل النساء في أعلى مؤسسة تشريعية في البلاد يبقى متواضعا مقارنة بالرجال في نظر بعض الأمريكيين.

وفي بداية ولاية الكونغرس الأمريكي الحالي عام 2023 بلغ عدد النساء اللاتي أدين اليمين في مجلس الشيوخ 25 امرأة من أصل 100 مقعد، وهو أقل من الرقم القياسي الذي سجله المجلس في الكونغرس السابق والبالغ 26 عضوة، وتبلغ نسبة حضور النساء في مجلس النواب 28.7% من أصل 435 مقعدا.

ويشير تقرير لمركز "بيو" للأبحاث إلى أنه رغم تزايد نسبة تمثيل النساء في الكونغرس فإن 53% من الأمريكيين لا يزالون يعتقدون أن هناك عددا قليلا جدا من النساء في المناصب السياسية العليا بالولايات المتحدة، كما يرى كثيرون عقبات كبيرة أمام المرشحات للوصول إلى هذه المناصب مقارنة بالرجال.

الخلفية العرقية

تمثل خلفية كامالا هاريس الأفريقية الآسيوية ودفاعها المعلن عن العدالة العرقية علامة بارزة في السياسة الأمريكية، وذلك منذ توليها منصب نائبة الرئيس جو بايدن، لكونها أول امرأة تحتل هذا المنصب على الإطلاق.

وتنحدر هاريس من أسرة مهاجرة، والدتها هندية ووالدها جامايكي، وهو ما يمكن أن يلعب، وفقا لمحللين، دورا مهما في تحفيز الأمريكيين السود، خاصة النساء والشباب، على الإقبال على التصويت الذي تراجع خلال انتخابات الكونغرس الأخيرة.

برأيكم

لماذا غابت المرأة عن منصب الرئاسة في الولايات المتحدة؟

هل هناك تقصير ما من المرأة للوصول إلى هذا المنصب؟ ما هو؟

هل تكون الخلفية العرقية لهاريس سببا في فوزها أم العكس؟ ولماذا؟

كيف يمكن كسر السطوة الذكورية على منصب الرئاسة؟

يناقش برنامج نقطة حوار هذه الأسئلة وغيرها في حلقة خاصة سوف تسجل في العاصمة الأمريكية واشنطن يوم الجمعة 25 أكتوبر/ تشرين الأول بحضور عدد من الضيوف وبعض جمهور نقطة حوار من الجالية العربية هناك.

bbc footer storypage
Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon