نقاش في جامعة يال الاميركية حول الكورد في الشرق الاوسط
شفق نيوز/ عقد معهد جاكسون للشؤون الدولية، جلسة نقاشية لبحث أوضاع الكورد في الشرق الأوسط، بمشاركة دبلوماسيين مخضرمين وممثلين رسميين عن الكورد في أميركا.
وذكر موقع "يال ديلي نيوز" التابع لجامعة يال الاميركية، في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، ان معهد جاكسون عقد الجلسة النقاشية عبر تطبيق "زووم" وكانت تحت عنوان "الكورد في الشرق الاوسط"، وتضمنت اربع جلسات نقاش.
وادار النقاش الباحث البارز روي ستيوارت، بمشاركة ممثلة اقليم كوردستان في الولايات المتحدة بيان سامي عبد الرحمن، وممثلة مجلس سوريا الديمقراطية سينام محمد، وتناولت أوضاع الكورد في شمال شرقي سوريا، وأولويات حكومة اقليم كوردستان، والنضال الكوردي من أجل الحكم الذاتي في سوريا، والعلاقة بين الكورد وجيرانهم في المنطقة.
وبحسب الموقع، فإن النقاش كان مفتوحا امام مشاركة أي فرد من مجتمع جامعة يال.
وقالت سينام محمد ان "القضية الكوردية هي احدى أهم القضايا وأكثرها تعقيدا في الشرق الاوسط، حيث ان الكورد يعيشون في اربع مناطق في عدة دول تحت ظل حكومات مختلفة في تركيا والعراق وايران وسوريا".
واضافت "طبعا، اننا محظوظون ان يكون لدينا اقليم كوردستان معترف به (في العراق)، بينما للاسف غير معترف بالمناطق الكوردية في الدول الاخرى".
وبدأ النقاش باستعراض من سينام محمد للوضع الذي يعيشه الكورد في سوريا حيث تناولت مناطقهم للادارة الذاتية والمعروفة باسم روج آفا، وان هناك نحو مليوني كوردي، متمركزون خاصة في روج آفا، وهم أحد المكونات العرقية في المنطقة.
واشارت الى ان ثلاث مسائل مهمة تواجه الكورد في سوريا حاليا: بقايا ايديولوجية داعش، وسيطرة تركيا على اجزاء من شمال سوريا، وتدفق اللاجئين من هذه المناطق التي سيطر عليها الاتراك.
ثم أحال ستيورات، مدير الجلسة، النقاش نحو الكورد العراقيين في اقليم كوردستان.
وقالت بيان عبد الرحمن ان الكورد في الاقليم يواجهون مجموعة من المشكلات المركبة، وهم يواجهون أيضا أزمة انسانية تتعلق بالنازحين، حيث ما يزال هناك نحو مليون نازح من سوريا والمناطق الاخرى في العراق في الاقليم. وبرغم ان هذا الرقم آخذ بالتراجع، فانه ما يزال يشكل رقما مهما للمنطقة التي يقطنها خمسة ملايين شخص فقط.
واوضحت ان "تأثير كوفيد19 كان سلبيا بدرجة كبيرة، ولم تتمكن العديد من المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني، من الاستمرار في تقديم الخدمات والمساعدة للنازحين ومجتمعات اللاجئين".
كما اشارت عبد الرحمن الى ان العديد من هؤلاء النازحين لا يستطيعون العودة الى منازلهم في العراق بسبب الميليشيات التي حاربت ضد داعش في السابق، والان تتسبب بزعزعة استقرار المنطقة. كما ان اللاجئين من سوريا، لا يمكنهم العودة لان الصراع مستمر ويجعل مستقبلهم غير مضمون في البلد.
ويواجه اقليم كوردستان أزمة اقتصادية فاقمها الوباء الحالي. وقالت عبد الرحمن ان تأثيره "كان مدمرا على اقتصادنا. في العام الماضي، انهارت اسعار النفط، وهذا اثر علينا بشكل كبير. وبالاضافة الى ذلك، ففي العام الماضي، قامت حكومة بغداد بتحويل نصف المستحقات المالية فقط الى اقليم كوردستان، والذي تسبب في انتكاسة كبيرة".
ثم تناولت سينام محمد مستقبل الكورد في روج آفا، متحدثة بشكل خاص حول مستقبل العلاقة المحتملة مع نظام بشار الاسد، وانتقدت الحكومة السورية لاستبعادها الادارة الذاتية من محادثات السلام في جنيف، ومن اللجنة الدستورية، مشيرة الى ان محادثات السلام لن تتحقق في سوريا، من دون مشاركة الادارة الذاتية.
واوضحت محمد ان الادارة الذاتية حاولت الانخراط مباشرة مع حكومة الاسد، "لكن النظام السوري ما زالت لديه عقلية السيطرة على كل سوريا مثلما كان الوضع في العام 2011".
واشارت الى ان الكثير قد تغير خلال عقد من الزمن، والناس في مناطق شمال سوريا، لم يعودوا يرغبون بالعودة الى حكم الاسد. وقالت "الناس هناك سعيدون جدا بممارستهم لهذه الحرية، بممارسة المساواة الجندرية، وممارسة الحرية الدينية".
وأثار ستيورات أهمية الدور الذي يلعبه الاتراك في كل من العراق وسوريا وتساءل عما اذا كان الرئيس رجب طيب اردوغان، من اجل الفوز في انتخابات 2023، قد يقوم بتعديل موقفه من الكورد في تركيا من التشدد الى الموقف الداعم، موضحا ان حاجته للفوز قد تدفعه الى الانخراط أكثر من الكورد.
لكن سينام محمد استبعدت هذا الاحتمال من جانب أردوغان، مشيرة الى ان الاتراك ما زالوا يسيطرون على عفرين حيث يرتبكون انتهاكات لحقوق الانسان بحق الكورد ويمنعون الحريات الدينية.
واضافت "اننا جاهزون من اجل اقامة حوار مع تركيا من اجل تسوية كل المشكلات لكنهم ما زالوا يقصفون المدن في سوريا".
ومن المقرر ان يعقد معهد جاكسون، الجلسة الاخيرة من النقاش في الرابع من مايو/ايار المقبل.