الإدارة الذاتية.. ارتفاع الأسعار 4 أضعاف يسرق بريق عيد الميلاد ورأس السنة
شفق نيوز/ يشتكي الأهالي في مناطق الإدارة الذاتية التي يقودها الكورد في سوريا من الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية والهدايا وزينة عيد الميلاد بالتزامن مع تراجع كبير في قيمة الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية.
ومنذ أكثر من 15 يوماً يتراوح سعر صرف الدولار الأمريكي الواحد بين 2900 إلى 2950 ليرة سورية ما ألقى بظلاله على أسعار المواد الغذائية والسلع والبضائع الأخرى.
"كيف لنا حتى التفكير بالاحتفال بعيد الميلاد وامكانياتنا المادية لا تغطي حاجاتنا الرئيسية من خبز وسكر وزيت ورز وغيره"، بهذه الكلمات عبرت شمسة حسن من أهالي مدينة القامشلي (كبرى المدن الكورية في الإدارة الذاتية) عن تحضيرات عائلتها لاستقبال العام الجديد.
وقالت حسن لوكالة شفق نيوز، "لدي ثلاثة أطفال، وأنا أعمل مُدرسة لدى الحكومة السورية وزوجي ايضاً موظف ونملك قطعة ارض زراعة صغيرة يأتي منها مبلغ بسيط كل عام في حال كان المحصول الزراعي جيداً، وراتبي انا وزوجي شهرياً هو 130 الفا أي ما يعادل إجمالاً 45 دولاراً أمريكياً".
وتتجول شمسة برفقة أطفالها في سوق القامشلي وتنتقل من محل لبيع المكسرات إلى آخر يعرض قوالب الكاتو (الكيك) وأصناف أخرى من الحلويات دون ان تتمكن من شراء ما تريد جراء الارتفاع الكبيرة في الأسعار بحسب قولها.
وتضيف شمسة أنها كمعظم العوائل في المنطقة قررت عدم الاحتفال بعيد الميلاد هذه السنة ولكنها قد تعد بعض الحلوى في المنزل وتؤجل طبخ الغداء لوقت العشاء فقد يساهم ذلك بإدخال البهجة إلى قلوب أطفالها.
وخلف بسطته يقف آزاد وهو ينادي بصوت عالي بأسماء وأسعار المكسرات والموالح وأصناف الحلويات والسكاكر على المارة، ويقول لوكالة شفق نيوز أن "الإقبال ضعيف على الشراء هذا العام".
ويوضح آزاد أن "الأسعار ارتفعت بنسبة 400% مقارنة بالعام الماضي، حيث وصل سعر الفستق المقشر إلى 10 آلاف ليرة والجوز 18 ألفا فيما تجاوز سعر الكاجو واللوز والفستق الحلبي الـ 30 الف ليرة سورية".
ويرجع ازاد ارتفاع الأسعار المواد الغذائية والبضائع الى انخفاض قيمة الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكية كونها تستورد بشكل رئيسي من إقليم كوردستان ويتم شراؤها بالدولار.
وفي سوق الخضار والفواكه بالمدينة، يمكن ملاحظة الاقبال الضعيف للمواطنين على الشراء بعكس السنوات الماضية التي كانت تشهد ازدحاماً كبيراً في الأسواق عموما.
ويحاول عبدالله خليل وهو رجل ستيني جاهداً مساومة بائع الكستناء على خفض السعر ليتمكن من شرائها لكن دون جدوى، إذ لم يتنازل البائع عن سعر 7000 ليرة سورية للكيلو الواحد.
ويقول خليل لشفق نيوز إن "الأسعار ارتفعت بشكل جنوني وغير منطقي ولا تنسجم اطلاقا مع القدرة الشرائية للمواطنين، فتكلفة تأمين احتفال عائلة صغيرة بعيد الميلاد تتجاوز الـ 200 ألف ليرة سورية وهو ما يعادل راتب الموظف الحكومي لثلاثة أشهر وراتب الموظف لدى الإدارة الذاتية لشهر وراتب العامل العادي لشهر ونصف".
ويطالب الأهالي الإدارة الذاتية بضبط الأسعار في الأسواق متهمين التجار وأصحاب المحلات باستغلال زيادة الطلب على بعض المواد في فترة الأعياد لرفع أسعارها بشكل كبير.